اثناء جلوسنا في ذلك المقهى الضاج بالناس، وبعد يوم طويل من الجلسات القضائية المضنية. ارتشف من فنجانه قائلا “كم هي مثيرة”..”أرأيت كيف تختال في مشيتها؟”
فيرد عليه صاحبنا “انت متزوج، وأب لطفل بالكاد اكمل عامه الاول. دعها لغيرك يا رجل”، والتزمت الضحك ردا على ذاك وهذا، فأردف صاحبنا يقول “وهي بعيدة المنال” وأتم عبارته الاخيرة بدفرة خفيفة لكتف الاول.
استرخى في مقعده وأخذ نفسا عميقا، وارتسمت على شفتيه ابتسامة قبل ان ينظر بنصف عين لصاحبنا وهو يقول “من قال انها بعيدة المنال” وأتم ابتسامته بغمزة تحمل نصرا يكاد ينكشف.
لم أدر حينها اذا كان يقصد ما فهمته وصاحبنا، فنظرنا اليه -بعد ان تركنا قدحي الشاي- متعطشين لاحتساء تفاصيل تلك العبارة وما تلاها من غمز.
نظر للأعلى كمن يتذكر تفاصيلا معينة، كمن يعيش لحظات نشوة من جديد، حثثناه كثيراً على البوح بتفاصيل تلك اللحظات، وان يترك عنه أنانية الانفراد بتلك المتع.
ثلاثتنا نعلم كيف ظهرت “هي” في حياتنا، كيف يعتبرها الجميع بعيدة المنال، تلك التحايا الرسمية والبخل الشديد في الابتسامات. لقاءاتنا بها بصورة شبه يومية تذهب بكآبة ذلك المكان، وان لم تكن تعلم ذلك.
ظل هو يتلذذ بتعذيبنا وهو يعيد في باله لحظات او تفاصيل نتوق لها. “ناعمة ولذيذة يا رجل”..”ملمس ثديها و طعم شفتيها.. آه كم تعذبني، وتعذبه” قالها ونظر للأسفل قبل ان ننفجر ضحكا، فسأله صاحبنا “هل حقاً فعلتها؟” فرد عليه بابتسامة و قال “مكاننا المميز بالقرب من مجمع الدولفين يخبئ نيرانا اشتعلت”، طلبنا المزيد جشعا في التفاصيل الساخنة فقال “لا تعليق، فصباح الغد نعود خصوما”