اخيراً بدأت إجازتي، حان الوقت لاعوض ما فاتني من أفلام ومقاهٍ ومطاعم جديدة تم افتتاحها خلال الشهور السبعة الماضية. والأجمل من ذلك، ان اليوم اقضي الليلة مستمتعا بحفل افتتاح كاس العالم في المقهى على أنغام لاتينية ورقصات برازيلية مثيرة.
“ماذا تفعل هنا؟” قالها مفاجئا إياي وهو يضع يده على كتفي من الخلف. التفت بالدهشة ذاتها التي علت وجهه. “غالبا، ما تفعله انت هنا”، جلس معي على الطاولة منقذا إياي من احراج الجلوس وحدي في ليلة كهذه، وبدأت الأحاديث تأخذنا انتظارا لبدء حفل الافتتاح.
“أليست لديك قضايا تراجعها؟” قالها لي ساخرا، دون ان يعلم عن بدء إجازتي، فقلت “العقبى لك يا صديقي، انا في اجازة.. مساكين أنتم رجال الأمن”.
تنهد وهو يقول “صدقت. تمر الساعات ثقيلة يا رجل، وتمتد احيانا لما بعد المغرب”، هززت راسي مؤيدا ومتفهما لصعوبة عملهم، خاصة مع وجود قضايا حساسة تتطلب إجراءات أمنية مشددة. “هو موسم القضايا الكبيرة يا عزيزي من الدقم الى الإسكان الى النفط وعضو مجلس الشورى” قالها بثقل كبير لمسته في ثقل تنهداته.
ثم بدا الحفل في الوقت المناسب، وبدأنا دور النقاد لمواطن ضعف الحفل والموسيقى والأداء الراقص، وأحيانا الأزياء أيضاً.
وما ان ظهرت احدى الفتيات الراقصات، حتى أشار صاحبي اليها “الا تشبه تلك الفتاة من المحكمة؟!” كانت صدمتي اكبر من ان أرد عليه، فأولا لم اعلم عن اي فتاة يتحدث، واستغربت ان صورة “فتاة المحكمة” حاضرة بهذه القوة والوضوح في ذهنه لدرجة ان تخطر بهذه الصورة المفاجئة، نظرت اليه مبتسما بخبث واضح وقلت “حقاً؟ يبدو ان وظيفة رجل الأمن اكثر امتاعا عما ظننت”. ضحك صاحبي ملقيا هم يومه الطويل، وعدنا لمتابعة الحفل.