يحكى ان حبة “دنجو” وقفت في حلق خلفان، فأستاء منها أشد الاستياء، وانتشر خبر استيائه في الأجواء. وصب الجماهير الزيت على نار خلفان المشتعلة مطالبين بالقصاص من حبة “الدنجو”، مطالبين بتحريك دعوى قضائية تقتص الحق لخلفان ومن سبق ان عانى جور أخوات “الدنجو”.
فما كان من الزميل “المحامي النجم” الا ان أعلن باسم الجماهير انه مخلّصهم، واقدم على تحريك الدعوى القضائية ضد الجناة (حبات الدنجو)، فهتف باسمه الجماهير، ذاع صيته. وقصده القاصي قبل الداني ليعضد القضية الشعبية، فمواقف مشابهة حدثت لهم مع حبات الدنجو او بناتهن (الغرغر)، فقال الاول “كسرت غرغرة سني، فخذ لي حقي”، وقال الثاني “عاثت هذه الحبات في جسدي فسادا، فكثرت غازات بطني، ونفر الناس من حولي. أعد لي مكانتي”، وقال الثالث ” فلفلها اصابني بالتهابات في الكلى”، والرابع يصرخ “غرغرة اسقطني أرضا، وكسرت لي ساقا”.
فقام “المحامي النجم” ودق صدره واعدا بالحق، ونشر خبر بطولته -قبل ان تكن- في كل وسيلة تواصل طالها، ولم يترك صغيرا او كبيرا الا اخبره عن حملته ضد قبيلة “الدنجو” -ومعها الغرغر طبعا-.
و وصلت الدعوى لقاعة المحكمة، فنطق القاضي بعدم اختصاص المحكمة الحالية، وتاهت قضية الجماهير.
لكن “النجم” لم يكل او يمل، و وجد “الصيف” ندا جديدا جديرا بتحريك دعوى قضائية ضده، فحشد الجماهير ونادى في الجمع “يا قوم، ان الصيف قد احرق جلودنا، وغلى الدم في عروقنا، واذاب عقولنا، فماذا أنتم فاعلون؟” فهاجوا وماجوا، وعزموا على السير وراء “النجم” من جديد.
وانتشرت نار الخبر في هشيم الاعلام، وهام
النجم” بحب الشهرة القادمة، وأخذ يسرد تفاصيل جهوده الجبارة.
وفي نهاية المطاف “تم حفظ الدعوى”.

هذا المحامي موجود بيننا، البعض يصارحه بما يخالجنا حيال تصرفاته، والبعض الاخر يغتابه.